شهدت أسواق المعادن ارتفاعًا في أسعار النحاس مؤخرًا بعد قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن إعفاءات محددة من الرسوم الجمركية العقابية على بعض المنتجات. هذا التحرك أسهم في تحسين حالة الأسواق المالية التي كانت متأثرة بالتوترات التجارية. يعتبر النحاس أحد أهم المعادن الأساسية المستخدمة في العديد من الصناعات، مما يجعل التغيرات في أسعاره محط اهتمام واسع للأسواق العالمية.
ارتفاع أسعار النحاس وسط تقلبات الأسواق
حققت أسعار النحاس ارتفاعًا بنسبة 0.4% لتستقر عند مستوى 9,187 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن. جاء هذا الارتفاع في ظل حالة من عدم اليقين الناتجة عن السياسات التجارية التي أثارت قلق المستثمرين. ومع أن الإعفاءات الجمركية الأخيرة جلبت ارتياحًا مؤقتًا للأسواق، إلا أن إعلان ترامب لاحقًا عن فرض رسوم مختلفة على بعض الأجهزة الإلكترونية أعاد التوتر إلى المشهد الاقتصادي.
تأثير الإعفاءات الجمركية على أداء السوق
شملت الإعفاءات الجمركية التي أعلن عنها ترامب بعض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وشرائح الذاكرة، مما أدى إلى تخفيف الضغط على الأسواق. ومع ذلك، استمرت المخاوف بشأن مستقبل الرسوم الجمركية الأخرى وتأثيرها على التجارة العالمية. المتداولون أظهروا تشككًا في هذه الإعفاءات وسط توقعات بزيادة الرسوم على منتجات معينة.
دور الصين في دعم أسعار النحاس
كانت الصين لاعبًا رئيسيًا في تعزيز أسعار النحاس، حيث قاد المشترون الصينيون عمليات شراء مكثفة في الأسابيع الماضية. وفقًا لبيانات التجارة لشهر مارس، سارع المصدرون في شحن المعادن إلى الصين تحسبًا لزيادة الرسوم الجمركية. ارتفاع الطلب الصيني ساهم بشكل كبير في دعم معنويات السوق على الرغم من التوترات التجارية المتفاقمة.
تأثير السياسات التجارية على أسعار السلع
شهدت أسعار السلع الأساسية تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة نتيجة توقعات الركود العالمي المرتبط بالحرب التجارية. تأثرت المعادن مثل النيكل والألومنيوم أيضًا بهذه الظروف، حيث ارتفع سعر النيكل بنسبة 1.5% في حين سجل الألومنيوم انخفاضًا. استمرار حالة عدم الاستقرار التجاري سيظل له تأثير مباشر على سوق المعادن وعلى أسعار النحاس بشكل خاص.
التحركات في أسعار النحاس تبقى مرهونة باستقرار الاقتصاد العالمي وتحسن العلاقات التجارية بين الأطراف المؤثرة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للأسواق.