الحرب التجارية بين بكين وواشنطن: الصين تكشف أوهام أمريكا الفاخرة عبر حملة إلكترونية على تيك توك

في ظل تصاعد التوترات بشأن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أطلقت الصين حملة إلكترونية على تطبيق “تيك توك”، لكشف زيف الفخامة التي تروج لها العلامات التجارية الغربية حول العالم. من خلال مقاطع فيديو جذبت الملايين، سلطت الحملة الضوء على الفجوة الهائلة بين أسعار المنتجات الفاخرة وتكاليف تصنيعها الحقيقية. تُضعف تلك الحملة التصور السائد عن “الفخامة”، مع تأكيدها أن تجارة الأسماء التجارية باتت لعبة اقتصادية يهيمن عليها الترويج والخداع الدعائي.

حملة تيك توك الصينية ضد “الوهم الفاخر”

انتشرت مقاطع فيديو مؤخرًا على منصة “تيك توك” في الصين، تستعرض تكلفة بعض المنتجات الفاخرة عند تصنيعها داخل المصانع الصينية، مقارنة بأسعار بيعها العالمية. وفقًا لهذه الحملة، تتبع علامات تجارية شهيرة مثل “هيرميس” و”غوتشي” استراتيجيات تسويقية تعتمد على بيع المنتجات بتكلفة تصنيع زهيدة للغاية، مع مضاعفة الأسعار بشكل مبالغ فيه عند عرضها في الأسواق.

على سبيل المثال، أوضحت الحملة أن حقيبة يد “هيرميس” التي تُباع بمبالغ تصل إلى 250 ألف دولار، لا تتجاوز تكلفة إنتاجها الفعلية داخل الصين 1,375 دولارًا.

أبرز الأمثلة على التلاعب بالأسعار

استعرض المشاركون في الحملة أمثلة عديدة على المنتجات التي تُباع بأسعار فلكية تفوق تكاليف إنتاجها بمئات المرات. من بين أبرزها:

  • حذاء رياضي من ماركة “جوردان” يُباع بـ 25 ألف دولار، بينما تبلغ كلفته التصنيعية 50 دولارًا فقط.
  • شباشب بلاستيكية من “غوتشي” تُباع بـ 400 دولار، في حين أن تكلفتها الحقيقية تُقدر بنحو 75 سنتًا فقط.

كما تناولت الحملة الهواتف الذكية والعطور والسيارات الفاخرة، مُشيرة إلى أن أرباح الشركات تُركز بشكل أساسي على بيع “الهيبة” وليس القيمة الحقيقية.

مخاوف الشركات وردود الأفعال

أثارت هذه الحملة ردود فعل متباينة عالميًا. بعض المستخدمين أشادوا بها لأنها تكشف الحقيقة وتوعي المستهلكين، في حين يخشى آخرون من تأثيرها السلبي على سمعة العلامات التجارية الفاخرة. تقارير أخرى أوضحت أن شركات مثل LVMH ناقشت مع “تيك توك” إمكانية اتخاذ إجراءات للحد من تلك المقاطع لتفادي التأثير السلبي على أرباحها وصورتها.

انعكاسات الحملة على السوق العالمي

تعيد الحملة تشكيل مفهوم “الفخامة” لدى المستهلكين في وقت يعاني فيه العالم من أزمة اقتصادية وغلاء أسعار واسع النطاق. من المحتمل أن تدفع تلك الحقائق المستهلكين للتفكير مرتين قبل الاستثمار في منتجات فاخرة. ومع استمرار تداعيات الحرب التجارية، قد تكون هذه الحملة نقطة تحول في تعامل المستهلكين مع العلامات التجارية الغربية وإعادة تقييم اقتصاد الفخامة العالمي.