فيتش: تأثير الرسوم الأمريكية على اقتصادات دول الخليج سيبقى محدوداً بالمستقبل القريب

توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة مؤخراً سيكون محدوداً على تصنيفات دول الخليج. يعود ذلك لانخفاض صادرات الخليج إلى السوق الأمريكية مقارنة بحجم صادراتها الإجمالي. إلا أن تباطؤ الطلب العالمي وانخفاض أسعار النفط يمكن أن يؤدي لاحتمالات ضغوط مالية تؤثر على ميزانيات هذه الدول بشكل غير مباشر.

تأثير الرسوم الجمركية على دول الخليج يصعب تجاهله

تشير تقارير وكالة فيتش إلى أن انخفاض أسعار النفط بمقدار 10 دولارات للبرميل قد يؤدي إلى تراجع كبير في الإيرادات المالية لدول الخليج، مما يزيد التحديات الاقتصادية. البلدان تختلف في مرونتها الاقتصادية؛ حيث تعتمد البحرين بشكل كبير على أسعار النفط لتحقيق التوازن المالي، ما يجعلها الأكثر عرضة للتأثير. على الجانب الآخر، السعودية وسلطنة عمان تظهران مرونة أكبر، مستندتين إلى سياسات مالية احترازية. أما قطر وأبو ظبي والكويت، فتتمتع باحتياطيات مالية ضخمة تساعدها على التعامل مع الصدمات الاقتصادية.

الترابط مع الاقتصاد الصيني وتأثيره على اقتصادات الخليج

ترى علياء مبيض، كبيرة الاقتصاديين لدى "Jefferies International"، أن اعتماد الخليج الكبير على الصين يشكل تحدياً إضافياً، حيث تستقبل بكين نسبة كبيرة من صادرات المنطقة. على سبيل المثال، تعتمد سلطنة عمان بشكل كبير على السوق الصينية، إذ تصل تلك السوق إلى 40% من صادراتها. من جهة أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 50% من صادرات دول الخليج بشكل عام تتجه إلى السوق الآسيوية، مما يزيد من حساسيتها تجاه أي تباطؤ اقتصادي في الصين ومنطقة آسيا.

المرونة المالية والتكيف مع التحديات

دول الخليج تحتفظ بثلاث أدوات رئيسية لمواجهة الضغوط الاقتصادية: خفض الإنفاق العام، الاعتماد على الاحتياطيات المالية المتراكمة، والاعتماد على أسواق السندات. مع ذلك، يبدو أن دول الخليج لن تلجأ لمعظم هذه الخيارات إلا عند الحاجة الفعلية، ما يشير إلى استراتيجيات مدروسة.

مؤشرات اقتصادية مؤثرة:

  • استقرار أسعار النفط يؤثر مباشرة على الإيرادات العامة.
  • ارتفاع التضخم بسبب ضعف الدولار واحتمالية زيادة تكاليف الواردات.
  • تغيرات هيكلية محتملة في سياسات سعر الصرف مستقبلاً.

ختاماً، تؤكد هذه التطورات أن اقتصادات الخليج تمتلك عناصر مرونة، لكنها بحاجة إلى استراتيجيات استباقية للتكيف مع التحديات الاقتصادية المستقبلية.