تحتفل الكنائس المصرية اليوم بأحد الشعانين، والمعروف أيضًا بـ”أحد السعف”، وهو يوم ذو أهمية بالغة لدى الأقباط كونه بداية أسبوع الآلام وفقًا للتقويم المسيحي. يُعتبر هذا اليوم تذكارًا لدخول السيد المسيح إلى أورشليم، حيث استُقبل بالأغصان والهتافات من الجموع التي كانت ترى فيه المخلص المنتظر. ويأتي الاحتفال بعد انتهاء فترة الصوم الكبير، استعدادًا لعيد القيامة المجيد.
رمزية أحد الشعانين في المسيحية
يحمل أحد الشعانين رمزية خاصة لدى الأقباط؛ حيث يرمز لمشهد استقبال السيد المسيح في أورشليم راكبًا على جحش وأتان، ما اعتُبر تحقيقًا لنبوات العهد القديم. استقبله الجموع وهم يلوحون بسعف النخيل ويهتفون: “أوصنا لابن داود”، أي “خلصنا”. وتزامن هذا الحدث مع اختيار اليهود لخروف الفصح، ما أكسبه أبعادًا دينية وشعبية وسياسية. وقد فهم البعض هذا الاستقبال كتهديد سياسي لاحقًا، مما أدى إلى توتر الأحداث التي انتهت بمحاكمة السيد المسيح وصلبه.
طقوس احتفالية بأحد الشعانين
تشهد الكنائس المصرية بأحد الشعانين حضورًا كثيفًا للأقباط، الذين يشاركون في القداسات حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل المصنوعة في أشكال رمزية مثل الصلبان. وتُصلى الصلوات بالألحان المفرحة في الصباح، قبل أن تتحول إلى الطقس الحزيني مع إقامة صلاة الجناز العام. يُعتبر هذا اليوم بداية التحول من الفرحة بدخول المسيح كملك إلى التأمل في آلامه، وخلال أسبوع الآلام تتوقف الكنيسة عن الجنازات الفردية والقداسات.
صلاة الجناز العام في أحد الشعانين
تُختتم احتفالات أحد الشعانين بإقامة صلاة الجناز العام، وهي طقس خاص يُشار به إلى المؤمنين، نظرًا لتوقف الجنازات خلال أسبوع الآلام. تُغلق الكنائس ستائر الهيكل وتُزين بالسواد، كرمز للحزن والتأمل في آلام المسيح. وأكد الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، أن صلاة الجناز تأتي لخدمة رعوية، لتجنب حرمان أي متوفى من الصلاة عليه خلال هذا الأسبوع.
توقف القداسات خلال أسبوع الآلام
في التقويم المسيحي، وأثناء أسبوع الآلام، تتوقف الكنائس عن إقامة أي قداسات بين أحد الشعانين وخميس العهد. يُعتبر خميس العهد يومًا مميزًا حيث يحتفل المسيحيون بتأسيس سر التناول على يد السيد المسيح في العشاء الأخير مع تلاميذه. يعكس هذا الأسبوع حالة من الحزن تسبق الاحتفال بقيامة السيد المسيح.
بهذا، يُعد أحد الشعانين حدثًا يجمع بين التأمل في آلام المسيح والفرحة بجلال دخول أورشليم، وهو لحظة محورية في الإيمان المسيحي لما تحمله من رمزية ومعانٍ روحية عميقة.