خبر رحيل القمص عبد المسيح بسيط كان صدمة مؤثرة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومجتمعاتها في مصر وخارجها. هذا الكاهن الفريد كان عنوانًا للعطاء الفكري والروحي، ممزوجًا برصيد غني من الدراسات اللاهوتية والعلمية. عمل عبد المسيح بسيط على بناء جسور بين الإيمان والعقل بمنهجه الدفاعي المرتكز على الحجة والتبسيط العميق للعقائد المسيحية، ما جعله مرجعًا فكريًا وروحيًا واسع التأثير، داخل الكنيسة وخارجها.
القمص عبد المسيح بسيط: لاهوتي الدفاع عن العقيدة المسيحية
تميز القمص عبد المسيح بسيط بمشروع فكري متكامل استند إلى الدفاع اللاهوتي عن العقيدة المسيحية الأرثوذكسية بأسلوب علمي وشعبي في آنٍ واحد. كان عالِمًا لاهوتيًا ذا حضور قوي بفضل مؤلفاته ومقالاته التي تناولت موضوعات مثل النقد النصي ودراسة مخطوطات الكتاب المقدس وتاريخ العقائد المسيحية. أتاح علمه الغزير للعديد من طلاب اللاهوت حول العالم مصادر قيمة لفهم العقيدة بأسلوب معاصر وبسيط دون المساس بجوهرها.
الجانب الأكاديمي في حياة القمص عبد المسيح بسيط
كانت المراحل المبكرة من حياة القمص عبد المسيح بسيط رحلة غنية بالاجتهاد العلمي والروحي. بعد تخرجه في كلية الآداب والتربية عام 1978، انطلق لدراسة العديد من اللغات القديمة المرتبطة بالكتاب المقدس، مثل اليونانية واللاتينية، مما ساعده على كتابة مؤلفات أكاديمية مميزة. كما شغل منصب أستاذ اللاهوت الدفاعي في الكلية الإكليريكية وأدار معهد دراسات الكتاب المقدس، حيث ساهم في تطوير الفكر اللاهوتي الأكاديمي.
التأثير الإعلامي والخدمة الروحية للقمص عبد المسيح بسيط
لم يكتفِ القمص عبد المسيح بسيط بالجانب الأكاديمي فقط، بل بثّ رسالته عبر الحوارات الإعلامية والبرامج التلفزيونية التي واجه فيها حملات التشكيك بالعقيدة المسيحية بالدليل العلمي والمنطق الهادئ. كانت إطلالاته ملهمة للجميع، بما في ذلك من يختلف معه، حيث جمع بين احترام الآخر والصلابة في الحق.
عبور إلى الأبدية تاركًا أثرًا خالدًا
في 9 أبريل 2025، أعلن حسابه الرسمي خبر وفاته، حيث قال: “ربنا استرد وديعته، القمص عبد المسيح سافر السماء”. عاش الكاهن تجربة إنسانية تضاعف أثر خدمته الروحية، بعدما فقد ابنه الشماس مايكل في عام 2023، مع رعاية مستمرة لابنين من ذوي الاحتياجات الخاصة. برحيله، بقيت سيرته وإرثه اللاهوتي مشعل نور يسترشد به طلاب الفكر والإيمان في كل مكان.