تصحيح صورة الإسلام في الغرب يحتاج إلى الاعتدال في طرح الفتاوى وتعزيز القيم الإنسانية.

تُعد قضايا الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية من أبرز التحديات التي تستوجب اجتهادًا فقهيًا مستنيرًا، نظرًا للواقع المعقد الذي يعيشه المسلمون في تلك البلدان. إن المرونة الفقهية والمقاصد الشرعية تمثل الحل الأمثل لتلبية احتياجاتهم وتيسير حياتهم، بعيدًا عن الجمود أو التقيّد بمذهب فقهي واحد، وهو ما أشار إليه الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق.

المرونة الفقهية وأهميتها للأقليات المسلمة

يشير الدكتور شوقي علام إلى أن الفقه الإسلامي يُظهر مرونةً تاريخيةً، خصوصًا في معالجة قضايا تكثر فيها الحاجة والمشقة. فقد أوضح أن التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية للأقليات المسلمة، بالإضافة إلى العبادات، يستوجب اجتهادًا عامًا يُراعي الظروف المعيشية، ويستند إلى مقاصد الشريعة. يؤكد الدكتور شوقي أن استثمار التنوع الفقهي لتقديم حلول عملية يُساعد المسلمين في البلاد غير الإسلامية على التعايش دون أن يُثقل كاهلهم بالحرج أو المشقة.

الحاجة إلى تصحيح العقود والمعاملات

أكد مفتي الديار السابق على أن “الأفعال تحمل على الصحة متى أمكن ذلك”، في إشارة إلى أهمية تصحيح عقود المسلمين ومعاملاتهم في الدول الغربية. الهدف هنا هو دعم انخراط المسلمين في مجتمعاتهم دون الوقوع في محظورات شرعية. التحذير من التشدد في قضايا تبدو هامشية يعكس ضرورة تبني مرونة مبنية على الفقه، لضمان تيسير حياة الأقليات بعيدًا عن الحرج الشرعي والاجتماعي.

تعزيز صورة الإسلام عبر الفتوى المعتدلة

تحسين صورة الإسلام في الغرب يبدأ من الفتاوى المعتدلة. أشار الدكتور شوقي إلى أن الابتعاد عن التشدد، مثل تحريم تهنئة غير المسلمين أو تضييق الحريات المجتمعية بلا مبرر، يعزز قبول الإسلام عالميًا. واستثمار الاختلاف الفقهي يكون هو الحل الأمثل لتحقيق التوازن الذي يجعل المسلمين جزءًا من مجتمعاتهم ويُبرز سماحة الإسلام، مما يثمر صورة إيجابية عن ديننا العظيم.

ختامًا، إن تطوير خطاب فقهي عصري ومتزن يُساعد الأقليات المسلمة في الحفاظ على هويتهم دون عزلهم عن بيئتهم، ويُبرز الإسلام كدين رحمة وتيسير في مواجهة تحديات الواقع المعاصر.