يمر الأقباط خلال الجمعة العظيمة بتجربة روحية استثنائية تتسم بالخشوع والصلاة العميقة، حيث يُخصص اليوم للتأمل في آلام السيد المسيح وصلبه كما ورد في العقيدة المسيحية. تبدأ الطقوس في الساعات الأولى من الصباح وتُقام صلوات البصخة، بينما تمتلئ الكنائس بالألحان الجنائزية والبخور؛ مما يخلق أجواءً روحانية تُلامس القلوب.
الجمعة العظيمة.. سجود وتأمل في صلب السيد المسيح
تُعتبر الجمعة العظيمة إحدى أهم المناسبات الدينية في السنة القبطية، ويمر اليوم بسلسلة من الصلوات تبدأ بصلاتي باكر والساعة الثالثة. ترتكز الصلوات على التأمل في لحظات الألم والصليب من خلال تراتيل مثل “طاي شوري الكبير” و”فاي إيطاف إنف”، وتتزين الكنائس بطقس يملؤه النور في البداية، قبل أن يُطفأ الضوء أثناء قراءة الإنجيل بعد صلاة الساعة السادسة للتعبير عن الظلمة التي أحاطت بالوجود وقت الصلب. يستخدم الأقباط البخور والمجامر لإضفاء دلالات رمزية إضافية، بينما تجذب الألحان صلواتهم بروح التأمل.
طقوس الألحان بالجمعة العظيمة في الكنيسة القبطية
تلعب الألحان دورًا أساسيًا في طقوس الجمعة العظيمة، حيث تتوالى تراتيل غنية بالمعاني الإيمانية التي تحمل معاني التوبة والرجاء مثل “أمانة اللص” و”تي شوري الطويل”. يُقسم هذا اليوم الطويل إلى ساعات تبدو وكأنها خطوات روحية نحو فهم أعمق للصلب. كما يتم تلاوة الأناجيل بشكل دوري مع كل ساعة يتبعها تقديم المدائح التي تروي لحظات تاريخية وإيمانية للسيد المسيح. ومن أبرز الألحان “اذفيتي أناسطاسيس” وترنيمة “عند الصليب وقفت مريم” التي تستحضر مشهد الألم الأمومي عند الصليب.
الدفن الرمزي.. ختام الجمعة العظيمة
في ختام اليوم، تبدأ اللحظة الأكثر أهمية والتي تُعرف بالسجود الكبير أو “الميطانيات”، حيث يقوم الأقباط بأداء 400 سجدة مع ترديد “يارب ارحم”. تتبعها لحظة دفن رمزية تمثل وضع جسد السيد المسيح في القبر، يُزين الهيكل بزهور وحنوط، وتوضع الشموع للتعبير عن الحزن الممزوج برجاء القيامة، وسرعان ما تُختتم الطقوس بتراتيل تمزج بين الرجاء والتأمل مثل لحن “بيك أثرونوس”. هذا الطقس العميق يعكس تلاحمًا روحانيًا خاصًا يعيد ربط الأقباط بجذور عقيدتهم، ما يجعل الجمعة العظيمة محورًا في الحياة الروحية لهم.
العنوان | القيمة |
---|---|
مدة الطقوس | 12 ساعة متواصلة |
أبرز اللحظات | لحن “بيك أثرونوس” وسجود الميطانيات |
رمزية الدفن | تغطية الهيكل وزينة الشموع |