أشعلت إعفاءات جمركية أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية جدلاً كبيراً في قطاع التكنولوجيا، بعد قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب استثناء عدد من السلع الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية الجديدة. هذا القرار يأتي في ظل سياسة التجارة الصارمة تجاه الصين، إلا أن هذه الخطوة وُصفت بأنها “فرصة تنفس”، خاصة لشركات التكنولوجيا الكبرى، التي تواجه تحديات ارتفاع تكاليف التصنيع. تابع القراءة لمعرفة المزيد حول التأثيرات المتوقعة لهذا القرار.
تفاصيل الإعفاءات الجمركية على الهواتف الذكية
أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية استثناء الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، وبعض الأجهزة الإلكترونية الرئيسية من الرسوم الجمركية المفروضة حديثاً، والتي تصل إلى 10%. كما استُثنيت أيضاً بعض السلع المستوردة من الصين، التي كانت تخضع لتعريفات تصل إلى 145%. هذه الخطوة جاءت لتخفيف الأعباء عن شركات التكنولوجيا التي تعتمد على الصين في التصنيع.
قرار الإعفاء الجمركي جاء بعد تحذيرات متكررة من شركات التقنية الأمريكية التي أشارت إلى خطر ارتفاع أسعار المنتجات، وانعكاس ذلك على المستهلكين. ويعتبر هذا الاستثناء أول تخفيف للقيود التجارية الجديدة، ما قد يُشير إلى تحول في الاستراتيجية الأمريكية بشأن التعامل مع الصين.
السلع المستفيدة من الإعفاء الجمركي
شملت الإعفاءات مجموعة متنوعة من السلع والمكونات الإلكترونية، أبرزها:
- الهواتف الذكية
- أجهزة الكمبيوتر
- شرائح أشباه الموصلات
- مكونات الطاقة الشمسية
- بطاقات الذاكرة
ورغم هذه الإعفاءات، إلا أن بعض هذه المنتجات ما زالت خاضعة لرسوم منفصلة بنسبة 20% كجزء من جهود مكافحة تهريب الفنتانيل. كما استُثنيت مواد مثل النفط والمعادن الثمينة، إضافة إلى السيارات التي تخضع لتعريفات أخرى.
تأثيرات الإعفاء الجمركي على قطاع التكنولوجيا
مثلت هذه الإعفاءات خبرًا سارًا لشركات مثل آبل، التي تُصنع نحو 90% من هواتف آيفون في الصين. شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا استفادت من هذه الخطوة أيضاً، حيث منحتها فرصة لتخفيف حدة الضغوط التجارية. توقع محللون أن يؤدي القرار إلى استقرار السوق مؤقتاً، لكنه يأتي وسط شكوك حول المرحلة المقبلة من التفاوض التجاري مع الصين.
انعكاسات القرار على مخزون الشركات والأسعار
حذّرت تقارير اقتصادية من أن الإعفاءات الجمركية قد لا تمنع ارتفاع الأسعار بعد نفاد مخزون السلع لدى شركات التكنولوجيا. تشير بيانات Counterpoint Research إلى أن شركة آبل لديها مخزون يكفي لستة أسابيع فقط في السوق الأمريكية. وبالتالي، قد ترتفع الأسعار مجدداً، مُضيفةً عبئاً إضافياً على المستهلكين.
في الختام، يُعد استثناء الإلكترونيات من الرسوم الجمركية خطوة هامة للحد من آثار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومع ذلك، يظل مستقبل العلاقات التجارية مرهوناً بالمفاوضات المقبلة، ما يترك الاقتصاد العالمي في حالة ترقب وتأهب لأي تغييرات جديدة.