بالستائر السوداء وأناجيل البصخة، بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات أسبوع الآلام، وهو أحد أكثر الأسابيع روحانية وأهمية في التقليد المسيحي. يتم الاستعداد لإحياء ذكرى آلام المسيح، موته وقيامته، في أجواء يملؤها الخشوع والحزن، حيث تسود الكنائس ستائر سوداء لإبراز التضامن الروحي مع آلام السيد المسيح.
طقوس أسبوع الآلام وأناجيل البصخة
يحظى أسبوع الآلام بطقوس خاصة داخل الكنيسة القبطية، حيث يتم قراءة أناجيل البصخة يوميًا جنبًا إلى جنب مع مقتطفات من سفر المزامير وكتب العهد القديم. تُقسم الصلوات إلى فترات نهارية ومسائية، وتتسم الأجواء بالإضاءة الخافتة وتصاحبها قراءات روحية تسمى “الطرح”. الكنائس تغطي الهياكل والمنجليات وأعمدتها بستائر سوداء، مع وضع رموز مثل صورة السيد المسيح المكلل بالشوك وأمامه قنديل مضيء. هذا الأسبوع يعتبر ذروة الطقوس التي تتوج بالصلاة داخل الخورس الثاني بالكنيسة.
أحداث “اثنين البصخة” في أسبوع الآلام
أسبوع الآلام يبدأ فعليًا مع أحداث “اثنين البصخة”، والمُستوحاة من لعن السيد المسيح لشجرة التين التي لم تثمر، وفقًا لما ورد في (مرقس 11: 14): “لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!”. كما شهد هذا اليوم تطهير السيد المسيح للهيكل للمرة الثانية، حيث طرد الباعة والصيارفة قائلاً: “بيتي بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!” (متى 21: 13). هذه الأحداث تحمل رسائل روحية مهمة حول التوبة والعبادة الحقة.
معاني أسبوع الآلام الروحية
الكنيسة تُحيي أسبوع الآلام بروحٍ تقشفية، حيث يُصام المؤمنون صومًا انقطاعيًا ويعيشون حالة من الخشوع والصلاة اليومية التي تتأمل في رحلة آلام السيد المسيح. يُخصص هذا الأسبوع لتعميق العلاقة الإيمانية، حيث يمثل كل يوم رمزًا للوفاء والرجاء.
ختام أسبوع الآلام وسبت النور
يصل أسبوع الآلام إلى ذروته يوم الجمعة العظيمة، حيث تُستذكر محاكمة المسيح وصلبه، بينما يسبق “سبت النور” عيد القيامة المجيد الذي يحتفل بالقيامة والعبور من الموت إلى الحياة بحسب المعتقد المسيحي، ليصبح رمزًا للرجاء والحياة الجديدة.