تصعيد أميركي إسرائيلي ضد الحوثيين: اليمن يتحول إلى فخ جديد لاستنزاف المنطقة وفق خبراء

تشهد الساحة الإقليمية تصعيدًا «أميركيًا-إسرائيليًا» ضد جماعة الحوثي في اليمن، حيث يكشف المحللون عن تنسيق استراتيجي بين الطرفين يستهدف إضعاف فصائل المقاومة المرتبطة بإيران. يرى المراقبون أن هذه الضربات الجوية تأتي ضمن خطة ممنهجة لاستنزاف موارد المنطقة عبر تدخلات عسكرية متكررة. في ظل التحركات الجارية، تبقى الأسئلة حول الأهداف النهائية لهذه الاستراتيجية مفتوحة، وسط تحذيرات من تداعياتها على المدى الطويل.

التصعيد الأميركي والإسرائيلي ضد الحوثيين

كشف الدكتور إسلام الكتاتني، الباحث في الشؤون السياسية، أن هناك تنسيقًا مشتركًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل لاستهداف مواقع الحوثيين في اليمن. وأضاف أن العملية تُكمل سلسلة من الضربات ضد أذرع إيران في المنطقة، شملت دولًا مثل غزة وسوريا ولبنان. الضربات الأخيرة أدت إلى خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين، إلا أن الخبراء حذروا من أي تدخل بري أميركي، مستشهدين بتجارب تاريخية مثل الحرب المصرية في اليمن خلال الستينيات.

هل اليمن فخ جديد لاستنزاف المنطقة؟

يشير الخبراء إلى أن الهدف الأميركي الإسرائيلي قد لا يكون القضاء التام على الحوثيين، بل إضعافهم للحفاظ على وجود مستمر يبرر التدخلات العسكرية في المنطقة. وفقًا للكتاتني، تمثل هذه الاستراتيجية محاولة لخلق مبرر دائم لاستمرار العمليات تحت ذريعة حماية الأمن القومي. كما أوضح أن استهداف قيادات بارزة لن ينهي المقاومة بمفهومها العام، لأنها تستند إلى أفكار وحركات متجذرة في المجتمعات المحلية.

الموقف المصري من التدخلات العسكرية

أكد اللواء عبد الصمد سكر على رفض مصر الانخراط في أي تحالفات عسكرية ضد إيران أو الحوثيين، مشددًا على استقلالية القرار المصري. كما أشار إلى تركيز القيادة المصرية على التنمية وحماية المصالح الاستراتيجية بدلًا من الانجرار لصراعات خارجية. وأبرز اللواء ازدواجية المعايير الأميركية التي تغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية بينما تمارس ضغوطًا على الدول العربية.

تحذيرات من تداعيات السياسة الأميركية بالمنطقة

حذر محللون من جرّ دول المنطقة، مثل مصر والسعودية، إلى تحالفات عسكرية تستنزف مواردها. واعتبر الخبراء أن الهدف الحقيقي هو إبقاء إسرائيل القوة المسيطرة في الشرق الأوسط. في ظل هذه المعطيات، تظل المنطقة تواجه تحديات سياسية وعسكرية كبيرة، تتطلب توافقًا عربيًا ودبلوماسية حكيمة لمواجهة التدخلات والضغوط الخارجية.