الآيفون الأمريكي: من رؤية أوباما الطموحة إلى صدمة الأرقام والإحصائيات غير المتوقعة

تحديات تصنيع هاتف آيفون داخل أمريكا وتبعاته الاقتصادية

منذ أن أثار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تساؤلات حول إمكانية تصنيع هاتف آيفون داخل الولايات المتحدة في عام 2011، فإن هذا الموضوع ما زال يثير جدلاً واسعًا. ورغم الجهود المتواصلة والتغيرات في السياسات التجارية، يبدو أن تصنيع آيفون الأمريكي بالكامل يواجه مجموعة من العقبات الكبيرة، سواء من حيث ارتفاع التكاليف أو نقص العمالة المتخصصة، مما يجعل الفكرة بعيدة المنال في الوقت الحالي.

لماذا تواجه فكرة تصنيع آيفون في أمريكا صعوبات؟

تعتمد شركة أبل بشكل كبير على الصين في تصنيع منتجاتها، حيث تُنتج أكثر من 80% من هذه المنتجات هناك. التحدي الأول يتمثل في التكاليف المرتفعة التي ستنجم عن نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة. فبينما يتقاضى العامل الصيني 3.63 دولارات في الساعة، تصل أجور العمال في كاليفورنيا إلى 16.50 دولارًا للساعة. هذا الفرق الكبير في التكاليف قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار آيفون بشكل ملحوظ يصعب على المستهلكين تحمله.

كم قد يرتفع سعر آيفون الأمريكي؟

وفقًا لتقديرات بنك أوف أمريكا للأوراق المالية، قد يرتفع سعر آيفون 16 برو من 1199 دولارًا إلى 1500 دولار بسبب ارتفاع تكاليف العمالة فقط. في حين يعتقد محللون آخرون أن السعر قد يصل إلى 3500 دولار إذا تم نقل 10% فقط من سلسلة التوريد إلى الولايات المتحدة. أبل قد تواجه تكاليف إضافية تصل إلى 30 مليار دولار خلال ثلاث سنوات في حال اتخذت هذه الخطوة.

العقبات اللوجستية والبشرية

إحدى العقبات الأساسية تتمثل في نقص عدد المهندسين المؤهلين في أمريكا لتصنيع وتوجيه عمليات إنتاج المكونات المعقدة لهاتف آيفون. وأشار تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، إلى هذا التحدي، مما يجعل تنفيذ الإنتاج المحلي أكثر صعوبة وتعقيداً. هذا إلى جانب صعوبة نقل سلسلة التوريد الموزعة في آسيا، حيث تتم صناعة المعالجات في تايوان والشاشات في كوريا، إلى الداخل الأمريكي.

هل تتحقق فكرة آيفون “صنع في أمريكا”؟

رغم المحاولات السابقة، مثل مشروع فوكسكون في ويسكونسن الذي لم يحقق الأهداف المرجوة، فإن فكرة إنتاج آيفون أمريكي بالكامل لم تكتمل بعد. ومع ذلك، تتخذ أبل خطوات صغيرة لتوسيع وجودها المحلي، مثل إنتاج الشرائح في مصنع بأريزونا وتجميع أجهزة معينة في تكساس. ومع استمرار الضغوط التجارية والسياسية، قد تكتفي أبل ببعض التحسينات الجزئية عبر تصنيع ملحقات أو أجهزة محدودة داخل أمريكا، مما يُظهر استجابة للتحديات الحالية دون التأثير على تكاليف الإنتاج بشكل كبير.