يستخدم فريق تقني سري تابع لإيلون ماسك، المعروف باسم “فريق DOGE”، تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الاتصالات داخل واحدة من الوكالات الفيدرالية الأمريكية. الهدف هو رصد مواقف معادية للرئيس السابق دونالد ترامب وأجندته السياسية. تشير التقارير إلى استخدام أدوات متطورة مثل روبوت Grok المدعوم بالذكاء الاصطناعي وتطبيق Signal ما أثار جدلاً حول انتهاكات قوانين الشفافية وحماية الخصوصية في المؤسسات الحكومية.
فريق DOGE ومخاوف بشأن الشفافية
ذكرت مصادر لرويترز أن “فريق DOGE” التابع لإيلون ماسك يستخدم تطبيقات مشفرة مثل Signal للتواصل داخل مجموعة محدودة من المستخدمين. تكمن المشكلة في أن الرسائل تُبرمج لتختفي تلقائيًا، مما قد ينتهك قوانين حفظ السجلات الفيدرالية. كما يستخدم الفريق روبوت Grok في إعادة هيكلة المؤسسات الإدارية، مما يثير تساؤلات حول سهولة إساءة استخدام هذه الأدوات.
كاثلين كلارك، خبيرة في أخلاقيات الحكومة، صرحت بأن استخدام تطبيقات مثل Signal دون حفظ البيانات يعد أمرًا غير قانوني. وأكدت أن هذه الانتهاكات تقوض الثقة في الشفافية الخاصة بالحكومة وتجعل البيانات أكثر عرضة للاختراق وسوء الاستخدام.
رصد اتصالات الموظفين بواسطة الذكاء الاصطناعي
في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن فريق DOGE يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد سلوك الموظفين في وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA). يتم مراقبة العبارات المكتوبة لموظفي الوكالة عبر منصات مثل Microsoft Teams، مع تحذيرات بأن الكلمات قد تُسجل وتُحلل باستخدام تقنيات متقدمة. يأتي ذلك في ظل خفض حاد بميزانية الوكالة بنسبة تصل إلى 65% وتعليق وظائف مئات الموظفين.
ورغم إصدار الوكالة بيانًا ينفي هذه الادعاءات جزئيًا، انقسم الرأي العام بين مؤيد يشيد بتحسين كفاءة المؤسسات الإدارية ومعارض ينتقد استغلال التكنولوجيا لأغراض سياسية بحتة.
انتقادات وتحقيقات قانونية
واجهت أعمال فريق ماسك انتقادات شديدة من بعض السياسيين الأمريكيين الذين يرون أنها تهدف لتقليص التعددية داخل المؤسسات الحكومية. وكان الهدف، حسب رأيهم، هو خلق فريق ذي ولاء سياسي معيّن. فضلاً عن ذلك، أجرت رويترز تحقيقات استنادًا إلى شهادات لعشرين شخصًا مطلعًا ومراجعة مئات الوثائق، وكشفت هذه الدراسات تجاوزات تتضمن خروقات للبروتوكول الحكومي.
تكررت مطالبات قانونية بإتاحة وثائق لفحص مدى التزام الفريق بإجراءات العمل الفيدرالي، إلا أنه حتى الآن لم يُقدم أي مستند رسمي يكشف نشاطهم بالكامل.
سرية العمل والسيطرة الحكومية
أكد التقرير سيطرة شديدة من فريق DOGE على البنية التحتية الرقمية للحكومات. حيث تم حجب العديد من القواعد الحساسة عن موظفي المؤسسات والاكتفاء بمسؤولين معيّنين فقط للوصول إلى تلك المعلومات، أحدهم كان يعمل مسبقًا بشركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
يبدو أن الهدف من هذه الأنشطة هو تنفيذ رؤية سياسية لتغيير تركيبة المؤسسات الحكومية بالكامل، مما يزيد من الانتقادات حول ممارسات الفريق وتأثيراته على المؤسسات الديمقراطية وحرية المعلومات.