أسعار النفط تهبط لأدنى مستوياتها في أربع سنوات مع استمرار الخسائر خلال تداولات الثلاثاء

تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا إلى أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، بالتزامن مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. هذا التراجع يأتي في ظل المخاوف الاقتصادية المتزايدة من تأثير النزاعات التجارية على الاقتصاد العالمي، مما يهدد بتراجع الطلب على الطاقة. ويظهر ذلك جليًا في انخفاض ملحوظ بأسعار العقود الآجلة للنفط الخام، وسط مؤشرات تعكس احتمالية تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

تأثير الحرب التجارية على أسعار النفط

أسفرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين عن نتائج ملموسة على أسعار النفط. فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.47 دولار، أي بنسبة 2.29%، لتصل إلى 62.74 دولار للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.26 دولار، بما يعادل 2.08%، ليصل إلى 59.44 دولار للبرميل. وجاءت هذه التراجعات تأثرًا بإصرار الطرفين على فرض رسوم جمركية متبادلة دون الوصول لحلول ملموسة.

الصين تعلن موقفها وتتعهد بالمواجهة

على الجانب الآخر، أعلنت الصين رفضها لما وصفته بـ “الابتزاز الأمريكي”، حيث أكّدت وزارة التجارة الصينية أنها ستواجه أي تهديدات تجارية وستستمر في معركتها الاقتصادية “حتى النهاية”. يأتي هذا في ظل تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا استمرت في سياساتها الانتقامية. هذه التوترات قد تعمق الركود الاقتصادي، كما أشارت جهات اقتصادية إلى التأثير المنتظر على الطلب العالمي للطاقة.

توقعات خبراء النفط في ظل الأزمة

توقع المحللون في جولدمان ساكس أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 62 دولارًا للبرميل بحلول ديسمبر 2025، مع استمرار التأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية. وأكد الخبراء أن النزاعات التجارية المطولة قد ترجح انخفاضًا إضافيًا للأسعار، ما يدفع الإدارة الأمريكية لرؤية خفض الأسعار هدفًا استراتيجيًا.

هل يتصاعد الانكماش الاقتصادي؟

وسط هذه التحديات، أفاد مديرو استراتيجيات السوق أن الأزمة قد تؤدي إلى مبررات للركود العالمي، خصوصًا إذا استمرت التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى. كذلك، أشار مراقبون إلى استعداد الولايات المتحدة لتحمل اضطرابات في صناعة النفط الصخري، مشابهة لتلك التي حدثت خلال حرب الأسعار في 2014، بهدف خفض تكلفة إنتاج النفط وتحقيق استقرار نسبي في السوق.

الجدير بالذكر أن الأوضاع الراهنة تجعل سوق النفط في حالة غير مستقرة، مما يتطلب متابعة دقيقة لتطورات النزاع التجاري وتأثيره على الاقتصاد العالمي.