حسن هيكل: العلاقات التاريخية المتينة بين مصر وفرنسا تمتد عبر مختلف المجالات المتنوعة

تاريخ العلاقات بين مصر وفرنسا يمثل صفحة زاخرة بالتعاون والأحداث الهامة التي أسست لروابط قوية بين البلدين في مختلف المجالات. هذه العلاقات بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر واستمرت عبر العصور بشكل متنوع شملت التعاون الاقتصادي، السياسي، وحتى العسكري. تبرز العلاقات المصرية الفرنسية كمحور أساسي في الشرق الأوسط من حيث شراكاتها الاقتصادية وصفقاتها العسكرية التي عززت مكانة البلدين على الساحة الدولية.

العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا

تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا تطورًا متسارعًا، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بينهما في السنوات الأخيرة لتصل إلى 2.9 مليار دولار في 2024 مقارنة بـ 2.5 مليار دولار في 2023. تشمل صادرات مصر إلى فرنسا منتجات مثل الأسمدة، الوقود المعدني، الملابس، والمنتجات الكيميائية، بينما تستورد مصر من فرنسا منتجات الطيران، السيارات، الآلات ومشتقات الألبان. هذا التبادل التجاري يعكس التعاون المثمر الذي يجمع الجانبين ويعزز العلاقات الثنائية.

التعاون العسكري بين مصر وفرنسا

العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا تعد من أبرز مظاهر التعاون بين البلدين. بدايةً من صفقات طائرات الميراج في السبعينات وحتى شراء طائرات الرافال مؤخرًا، تجسد الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين. ورافق زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر توقيع اتفاقيات دفاعية هامة، تُعزز من قدرات القوات المسلحة المصرية وترسخ الشراكة الوثيقة بين البلدين في المجال الدفاعي.

العلاقات السياسية بين مصر وفرنسا

على الصعيد السياسي، تتشارك مصر وفرنسا في التعاون لحل قضايا إقليمية ودولية معقدة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة. اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك عبد الله الثاني كان محوريا في التباحث بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية، ما يُبرز تشابه الرؤى السياسية بين البلدين تجاه الأزمات في الشرق الأوسط.

الدور الإنساني وعلم المصريات

يعكس الاهتمام الإنساني لفرنسا دورها الهام في دعم الشعب الفلسطيني، كما ظهر في زيارة ماكرون للعريش لمتابعة الأوضاع الإنسانية في غزة. من ناحية أخرى، يُبدي الفرنسيون اهتمامًا كبيرًا بعلم المصريات، ما يُسهم في تعزيز السياحة التاريخية والتعليمية بين البلدين، ويعزز الروابط الثقافية المشتركة.

تُظهر هذه الجوانب عمق وتجدد العلاقات بين مصر وفرنسا، والتي تمثل شراكة استراتيجية ممتدة الأثر.