حكم زيارة القبور والأموات في عيد الفطر والأعياد وأهم الضوابط الشرعية لها

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زيارة القبور والأموات سُنَّة مؤكدة ومستحبّة لجميع المسلمين، خاصة الرجال، باتفاق العلماء. وأكدت أن هذه الزيارة تُرقِّق القلب، وتُذكر بالآخرة كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ». ودعت الدار إلى الالتزام بآداب الزيارة وعدم النطق بهُجر الكلام أثناءها.

انتفاع الميت بثواب القراءة والدعاء

يعتبر الميت مستفيداً من زيارة القبور من خلال الدعاء، وقراءة القرآن، والصدقة. فالروح تبقى مرتبطة بالقبر ولا تفارقه، مما يُمكّن الميت من التعرف على من يزوره. كما ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عليه السلام». إضافةً لذلك، وعدَ النبي الزائر بالمغفرة والثواب، كما قال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا».

حكم زيارة القبور للنساء

أما بالنسبة للنساء، فإن زيارة القبور مسموحة ومستحبّة عند بعض المذاهب كالأحناف، بينما رأى جمهور العلماء جوازها مع وجود الكراهة، باستثناء زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. السبب في هذه الكراهة يعود لرقة قلوب النساء وصعوبة تحملهن لفقد الأحبة. ورغم ذلك، تُشجّع الزيارة إذا كانت تهدف للعبادة والتذكر بعيداً عن الجزع.

أفضل وقت لزيارة القبور

لا يوجد وقت محدد لزيارة الأموات والقبور، فهي مفتوحة في جميع الأوقات. وأوضحت دار الإفتاء أن زيارة القبور في أيام الأعياد ليس فيها بأس طالما لا تُثير الحزن أو تجدد الألم. ولكن يُفضل أن تُخصص الأعياد للبهجة والفرحة بمقتضى مقاصدها الشرعية، وإذا كان الشخص يرجو أن يُثبت تواصله مع أحبائه كما في حياتهم فلا مانع.

ختاماً، زيارة القبور سنة نبوية تحمل أبعاداً روحية عميقة، تجمع بين التذكير بالآخرة ونيل البركة للزائر وللميت. الالتزام بآداب الزيارة وتجنب المظاهر المخالفة، يُمكّن الفرد من تحقيق المقاصد الأخلاقية والدينية لهذه الزيارة.