أول تعليق من قداسة البابا على رحيل أبيه الروحي يثير مشاعر الحزن بين محبيه متأثرًا بالفقد.

استيقظت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم على خبر انتقال الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، مطران إيبارشية البحيرة ومرسى مطروح والخمس مدن الغربية، إلى فردوس الأبرار عن عمر يناهز التسعين عامًا. تميز الأنبا باخوميوس بخدمة استثنائية طوال حياته الحافلة بالعطاء، حيث كان منارة للإيمان والنموذج الراقي للقيادة الكنسية التي أثرت في أجيال متتابعة. ودّعه قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس بحزن، مشيدًا بدوره الحضاري والروحي.

الأنبا باخوميوس.. قائد راعوي متميز

كرّس الأنبا باخوميوس حياته منذ شبابه المبكر لخدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث بدأ خدمته في مدارس الأحد، مقدمًا نموذجًا فريدًا في العمل التربوي والروحي. شملت خدمته مساحات واسعة داخل مصر وخارجها، مُرسخًا قيم الإيمان والأبوة الروحية في السودان، الكويت، ولندن. وكان يتميز بحكمته وقدرته على إدارة الأبرشيات الكبيرة، حيث قاد إيبارشيته بحكمة وبصيرة وآباء لا تخطئها العين.

تجربة الأنبا باخوميوس كنائب بطريركي

في إحدى أهم محطات حياته، انتخب المجمع المقدس الأنبا باخوميوس نائبًا بطريركيًا عام 2012، بعد وفاة البابا شنودة الثالث. أثبت الأنبا باخوميوس قدرته على القيادة وقت الأزمات بحكمة ورؤية، مشددًا على أهمية الصلاة والصوم كدعامة للعمل الكنسي. كما حاز احترام الجميع، حيث أدار المرحلة الانتقالية بروح موضوعية واستراتيجية واضحة، ما ساهم في انتخاب قداسة البابا تواضروس الثاني بصورة منظمة وراقية.

دور الأنبا باخوميوس في حياة قداسة البابا تواضروس

كان الأنبا باخوميوس من أهم القادة الكنسيين الذين أثروا بشكل إيجابي في حياة البابا تواضروس الثاني، حيث كان من تلاميذه المقربين. وقد ألقى كلمات مؤثرة يوم تنصيب البابا تواضروس، مظهرًا تواضعه الكبير الذي كان يشكل أحد أبرز ملامح شخصيته المميزة. ظلت العلاقة بينهما قائمة على أبوة عظيمة واحترام متبادل.

البابا تواضروس الثاني ينعي الأنبا باخوميوس

نعى البابا تواضروس الثاني الأنبا باخوميوس بكلمات مؤثرة، أكد خلالها أن الراحل كان نموذجًا للتقوى والإخلاص، وأنه خدم الكنيسة بأمانة إلى أن أكمل رسالته بتواضع ورعاية مخلصة لأبنائه. لم تمنع الشيخوخة الحبر الجليل من مواصلة دوره الرعوي حتى لحظة انتقاله إلى السماء.

بفقدان الأنبا باخوميوس، تخسر الكنيسة أحد أعمدتها المضيئة، تاركًا إرثًا غنيًا من الحكمة والمحبة والتفاني.