صعود أسعار الذهب: المعدن الثمين يواصل تحقيق المكاسب بدعم من تزايد الإقبال على الملاذ الآمن

تشهد أسواق الاستثمار حالة من القلق، إذ توجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات حرب تجارية عالمية محتملة، خصوصًا بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة. وارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ مؤخرًا مع استمرار هذه المخاوف، ليعزز مكانته كملاذ آمن في ظل بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة وتقلبات اقتصادية عالمية.

ارتفاع سعر الذهب في ظل التوترات الاقتصادية

شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,077.48 دولاراً للأوقية، حيث حقق أعلى مستوى له هذا العام عند 3,086.21 دولاراً. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة مماثلة إلى 3,083.20 دولاراً للأوقية. هذه الزيادة توضح أن الذهب ما زال المفضل لدى المستثمرين كأداة للتحوط ضد عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

عوامل تحفز الإقبال على الذهب

يعتبر الذهب ملاذاً آمناً خصوصاً في أوقات الأزمات العالمية. من بين العوامل التي دفعت المستثمرين لتعزيزه:

  • سياسات الرئيس الأمريكي التي تُنظر إليها على أنها تضخمية.
  • استمرار الاحتياطي الفيدرالي في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة، مع احتمالات خفضها لاحقاً هذا العام.
  • تزايد التوترات التجارية بين الدول الكبرى، مما يزيد من احتمالات الركود.

التأثير المحتمل لقرارات الفيدرالي

ساعدت بيئة أسعار الفائدة المنخفضة على تحفيز الطلب على الذهب، حيث ألمح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض محتمل بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام. يتوقع المحللون خفض الفائدة بمقدار 63 نقطة بحلول نهاية العام، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع قيمة الذهب.

السياسات التجارية وتأثيرها على الذهب

تستعد الأسواق لقرارات الرئيس الأمريكي التي ستُعلن في الثاني من أبريل بشأن الرسوم الجمركية، مما يثير قلق المستثمرين حول تصاعد التوترات التجارية. يقول المحللون إن هذه التطورات قد تؤدي إلى تضخم جديد يهدد النمو الاقتصادي، ما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن في المرحلة المقبلة.

تحركات الذهب الأخيرة تؤكد أهمية دوره في مواجهة الأزمات الاقتصادية والتوترات السياسية العالمية.