توطين صناعة العطور في انتظار التيسيرات الضريبية لتعزيز الإنتاج المحلي ودعم الاقتصاد الوطني

شهدت تجارة البخور والزيوت العطرية في مصر نموًا كبيرًا خلال شهر رمضان الكريم، حيث ازدادت بنسبة 30%. لكن المفارقة تكمن في أن معظم هذه المنتجات مستوردة، نظرًا لمواجهة صناعة العطور المحلية تحديات كبيرة أبرزها الضرائب وضعف القدرة على المنافسة. لهذا السبب، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مصنع عملاق للعطور بتكلفة تصل إلى مليار جنيه، في خطوة تهدف إلى إنعاش القطاع ومساعدته على تحقيق قفزة إنتاجية.

مشاكل تواجه صناعة العطور المصرية

تعاني صناعة العطور في مصر من عوائق عديدة أبرزها:

• فرض ضريبة على الكحول الإيثيلي بواقع 15 جنيهًا لكل لتر، مما يرفع تكلفة الإنتاج.
• إضافة ضريبة القيمة المضافة التي تصل إلى 14% وتؤثر على جاذبية المنتجات بالسوق المحلي والدولي.
• شروط قاسية تفرضها هيئة الدواء التي تتولى الإشراف على الصناعة، رغم مطالبات المصانع بنقل تبعيتها إلى هيئة التنمية الصناعية.

هذه التحديات تجعل الصناعة المحلية أقل قدرة على المنافسة أمام المنتجات المستوردة، التي تنتشر بشكل واسع في الأسواق.

تفوق مصر في تصدير النباتات العطرية

تُعد مصر خامس أكبر مصدر عالمي للنباتات العطرية والطبية، حيث تُصدر خامات زراعية بقيمة 400 مليون دولار سنويًا. ومع ذلك، تُستورد العطور الجاهزة بقيمة تصل إلى 440 مليون دولار، مما يعكس فجوة كبيرة في إضافة القيمة المضافة محليًا.
بعض القرى في مصر تعتمد بشكل كامل على تصدير النباتات العطرية، مثل:

1. قرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية، التي تسهم بـ 60% من سوق عجينة الياسمين العالمي.
2. قرية مشارقة ببا ببني سويف، التي تُعد الثالثة عالميًا في تصدير نبات الكاندويلا.

صناعة العطور في مصر: تاريخ عريق وإمكانات مهدرة

تعود صناعة العطور في مصر إلى أكثر من 4500 عام، حيث كان المصريون القدماء روادًا في هذا المجال. حتى أواخر الستينات من القرن الماضي، كانت مصر رائدة في تصدير العطور. إلا أن هذه الصناعة تواجه حاليًا تراجعًا ملحوظًا، على الرغم من وجود حوالي 240 مصنعًا مرخصًا و800 مصنع غير مرخص.

خطوة لإنقاذ صناعة العطور

وجه الرئيس بإنشاء مصنع باستثمارات ضخمة لإعادة إحياء صناعة العطور. يُنتظر أن يؤدي ذلك إلى تحسين الاقتصاد المحلي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية، بدلاً من تصدير المواد الخام فقط. هذا التحول يمكن أن يجعل مصر لاعبًا رئيسيًا في سوق العطور العالمي مجددًا.